الساعة الخامسة والعشرون
حول الكتاب
الوزن | 565 جرام |
---|
إن الساعة التي أنصف نفسي خلالها لا تخص الحياة. فأنا عاجز عن المرور بثقلي من اللحم والدم بينها. إنها الساعة الخامسة والعشرون، الساعة التي يكون فيها الإنقاذ قد فات أوانه وفات الوقت كذلك للموت. صارت الحياة عديمة الجدوى، لأنها حياة بعد فات الأوان. هكذا يشرح قسطنطين فيرجيل جورجيو عنوان روايته في متنها. فالرواية التي تطرح على مدار صفحاتها صورة من صور بؤس الإنسانية اللانهائي، تترك لبطلها حرية التصرف والتأمل فقط في الساعة الخامسة والعشرون، تلك الساعة الوهمية المتخيلة التي لا يمكن خلالها إنقاذ أي شيء لأن الأوان قد فات بالفعل.
إنّ كتاب الساعة الخامسة والعشرون أحد أكثر الأعمال السردية الباعثة على أسئلة جذرية حول مصير الإنسان المأسَوِيّ، فعالم الرواية الافتراضي متاهة يتعذّر أن ينجو منها أحد. وعلى النقيض من معظم الأعمال السردية حيث يختل توازن الأحداث ثم يعاد في النهاية؛ فإن نسق الاختلال يتعمّق بمرور الزمن، ولا يعود إلى سابق عهده أبدا.
رواية تتجلّى فيها أصداء الملاحم الكبرى، والتراجيديات الإغريقيّة والمآسي الشكسبيريّة، ومجمل الأعمال التي انصبّ اهتمامها على مصير الإنسان، لذلك فهي تنتسب إلى سلالة الآداب السرديّة الرفيعة الخالدة. ولعلّ القرّاء يشاطرونني الرأي القائل إنّ كثيرا من الروايات يتلاشى حضوره من الذاكرة بمرور الأيام، وتصبحح استعادة أجوائه صعبة، وربما شبه مستحيلة، وقليلا منها يدمغ الذاكرة بختمه الأبدي، ومن ذلك القليل النادر، في ما أحسب، رواية الساعة الخامسة والعشرون.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.